التخطيط المسبق للرعاية التلطيفية

تركز الرعاية التلطيفية على التخفيف من المعاناة الجسدية والنفسية التي يواجهها المرضى المصابون بأمراض مزمنة

ومتقدمة أو مهددة للحياة، مع تقديم الدعم اللازم لهم ولذويهم.

ومن أبرز محاور الرعاية التلطيفية، الحفاظ على حقوق المريض وإشراكه في اتخاذ القرارات الطبية المتعلقة بحالته، والتأكد من فهمه لجميع الخيارات العلاجية وموافقته عليها، مع تقديم بدائل مناسبة تراعي حالته الصحية، والإمكانات المتاحة، وتنسجم مع رؤيته وقيمه ومعتقداته وخياراته الشخصية، بهدف مساعدته على اتخاذ القرار الأفضل له.


ويحرص الفريق الطبي دائمًا على وضع خطط استباقية للرعاية، تحسّبًا لأي تطورات طارئة قد تطرأ على حالة المريض في

المستقبل، وذلك من خلال مناقشة الرعاية المستقبلية التي قد يحتاج إليها في المراحل المتقدمة من المرض، والتعرف على

تفضيلات المريض والعمل على تحقيقها قدر الإمكان.


كما يتم اختيار شخص موثوق من قِبل المريض ليكون مسؤولًا عن اتخاذ القرارات الطبية نيابةً عنه في حال فقدانه القدرة

على اتخاذ القرار، سواء بسبب فقدان الوعي أو تدهور حالته الصحية، مع التأكيد على أن تكون هذه القرارات منسجمة مع

رغبات المريض وقيمه.


ويتضمن هذا النقاش أيضًا تحديد المكان المفضل لتلقي الرعاية في مراحل المرض المتقدمة، سواء كان في المنزل، أو النُزل

الطبية، أو المستشفيات وأقسام التنويم. إضافةً إلى الخيارات المتعلقة بالتغذية، سواء عن طريق الفم، أو عبر الأنابيب الغذائية أو المحاليل الوريدية، ومدى الحاجة إليها في تلك المرحلة، إلى جانب أي تدخلات طبية أخرى قد تتطلبها الحالة.

يُعدّ التأكد من فهم المريض لوضعه الصحي، وخياراته العلاجية، ونوع الرعاية المقدمة له، من الجوانب الأساسية التي

يحرص الفريق الطبي على تحقيقها.


وختامًا، فإن الهدف الجوهري من الرعاية التلطيفية هو تمكين المريض من أن يحيا بكرامة، وراحة، واحترام، وسلام.


د. ود وحيد حجازي

استشاري رعاية تلطيفية

حساب X

Previous
Previous

التعامل مع التعب

Next
Next

الطب التلطيفي… حين يصبح الطبيب بلسمًا للوجدان