الطب التلطيفي… حين يصبح الطبيب بلسمًا للوجدان

بقلم: د. رباب النزر، طبيبة زمالة في طب الرعاية التلطيفية
المراجعة والتحرير: د. سلمان باهمام، أستاذ مساعد و استشاري طب الرعاية التلطيفية


ما الذي يميز الطب التلطيفي؟

في قلب المستشفيات وضجيج الأجهزة يبرز تخصص يستهدف الإنسان بكل أبعاده: الطب التلطيفي. هنا لا يُنظر إلى الألم الجسدي وحده، بل تُحتضَن مشاعر المريض، مخاوفه، قلقه، وحتى تلك الانكسارات الخفية التي لا تظهر في الأشعة ولا تُقاس في المختبرات.


لقطة من الواقع

خلال زيارة روتينية لمرضى العلاج الكيماوي، التقيتُ مريضًا يخوض جلسته الأولى وقد خيّم الصمت والتوتر على الغرفة. جلس محاطًا بأبنائه، وعيناه تحكيان ما يعجز اللسان عن قوله.

بدأتُ الحديث بأسئلة بسيطة ثم تدرّجنا إلى دردشة خفيفة؛ ضحكنا على موقف عابر، وأثنيتُ على اختياره للمسكّنات كأننا نتبادل طرفة. شيئًا فشيئًا ظهرت ابتسامة خجولة، ثم ضحكة صادحة بدّدت رهبة المكان. في تلك اللحظة شعرت بأن الضوء اخترق عباءة الحزن، ولامس الجميع.


الدرس الذي لا يُنسى

سعادة المريض وعائلته انعكست عليّ طاقة دافئة أكدت لي أنّ جوهر الطب التلطيفي يتجاوز الوصفات والفحوصات؛ هو فن الإنسانية، بلسمٌ للأرواح قبل أن يكون علاجًا للأجساد.


رسالة الطب التلطيفي

هذا التخصص رسالة تدعونا لمرافقة المرضى في أحلك لحظاتهم، لنقتبس منهم الصبر ونبادلهم الفرح رغم الألم. كل ابتسامة نزرعها هي تذكير بأننا في المكان الصحيح، نقدم الرعاية بمحبة ورضا، ونحيي الأمل كل يوم.

“حين نعالج الروح، يستجيب الجسد.”

Previous
Previous

التخطيط المسبق للرعاية التلطيفية

Next
Next

فن البقاء مع المريض