الألم وإدارته.

يعاني بعض المرضى من ألمٍ جسدي نتيجة للمرض الرئيسي أو الآثار الجانبية للعلاج الدوائي أو بسبب حالات طبية أخرى. لن يعاني الجميع من الألم. إذا كان الألم موجوداً، فيُمكن غالباً إدارته بشكل جيد من خلال مجموعة من التدخلات العلاجية، بما في ذلك نظام مناسب من مسكنات الألم على اختلاف طبيعتها وآلية عملها.

اعتماداً على شدة الألم ونوعه، سيصف لك طبيبك الدواء المناسب. كل شخص لديه قدرة تحمُّل مختلفة ويتفاعل بشكل مختلف مع كل دواء. لذا يجب أن تكون خطة علاج الألم خاصة بك.

من المهم أن تتحدث مع الفريق الطبي المُعالِج حول مستوى الألم وطبيعته ومستوى الاستجابة لمسكنات الألم.

إذا كان الألم مستمراً، قد يكون له تأثير سلبي على نوعية حياتك وجودتها وقدرتك على متابعة خطة العلاج.

Empty orange wooden picture frame against a gray background

نُبذة حول مسكنات الألم "العقاقير الأفيونية":


إذا كنت تعاني من ألمٍ جسدي، قد يصف لك طبيبك العقاقير الأفيونية، مثل: المورفين، الفنتانيل، والكودايين .. . إلخ.

تُستخدم هذه العقاقير لتسكين الآلام المتوسطة إلى الشديدة. ويمكن أن تكون جزءاً مهماً من خطة إدارة الألم لديك، ولكنها تحمل أيضاً مخاطر وأعراض جانبية إذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح وحسب التوصيات الطبية. تكون هذه المخاطر أكبر عند وجود:

١. تاريخ مُسبق أو حالي لتعاطي المخدرات أو المواد الممنوعة.

٢. حالات اعتلال الصحة العقلية مثل: الاكتئاب أو القلق المتقدم.

٣. توقف التنفس أثناء النوم.

٤. تقدم السن "65 عاماً فأكثر".

٥. وجود حَمل.

تُستخدم العقاقير الأفيونية لتحسين وتسكين مستوى الألم الجسدي، مما يُمكِّنك من العمل والاستمرار في ممارسة الأنشطة اليومية وغيرها بجودة أفضل.

عادة ما يتم رسم الخطة العلاجية الدوائية من خلال إشراكك مع الفريق الطبي المُختص ووضع الأهداف المرجوة من هذه الخطة، والعمل على متابعة فعالية الدواء سعياً في تحقيق الهدف، ألا وهو تسكين الألم لديك والتحكم به، فعلى سبيل المثال تحسين قدرتك على فعل الأشياء التي كنت تفعلها قبل أن يمنعك الألم الجسدي.

العقاقير الأفيونية تتطلب مُعايرة ومتابعة بشكل منتظم وبالتالي سيوفر لك فريق الرعاية التلطيفية متابعات مُجدوَلة، ومن خلالها تتم متابعة مستوى الألم الجسدي وأي أعراض جانبية قد تطرأ في هذا الجانب، وكذلك مقدرتك للوصول إلى أهدافك المتعلقة بالنشاط البدني.

 هناك آثار جانبية للعقاقير الأفيونية، ولكن يُمكن السيطرة عليها في الغالب من خلال المتابَعة الطبية المناسبة. 


Ornate blue picture frame on white background

أنواع مسكنات الألم:

إذا كنت تعاني من ألم جسدي مزمن، فمن المرجح أن يتم وصف مسكن للألم بشكل منتظم وآخر حسب الحاجة (عند الضرورة)، حيث تعمل هذه الاستراتيجية على تحسين الألم بشكل أكبر وأكثر كفاءة.

مسكن الألم المنتظم: من المهم تناوُل مسكن الألم في الوقت المحدد وبناءً على الإرشادات الطبية من أجل إدارة الألم بشكلٍ مثالي. ويجب تناوُل الدواء بشكل منتظم حتى عند عدم وجود ألم إذا كان هذا هو الرأي من طبيبك المختص.

مسكن الألم حسب الحاجة (عند الضرورة): سيتم وصف دواء للألم الجسدي فقط إذا كنت تعاني من نوبة ألمٍ حاد. سيعمل هذا الدواء بسرعة وعادة ما يكون فعالاً لمدة 4 ساعات. وعند الحاجة لتناوُل أكثر من ثلاث جرعات من مسكن الألم الموصوف لك عند الضرورة، فيجب عليك مقابلة طبيبك بشكل دوري لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لعمل أي تغيير في الخطة العلاجية.

الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً للعقاقير الأفيونية:

  •  عادة ما يتلاشى ذلك بعد بضعة أيام.

  • عادة ما يتلاشى الغثيان بعد بضعة أيام. ويمكنك أن تطلب من طبيبك أدوية مضادة للغثيان والقيء إن لزم الأمر.

  • يكون الإمساك من الآثار الجانبية المستمرة خلال الوقت الذي تستخدم فيه العقاقير الأفيونية وذلك لتركيبتها وطبيعتها الكيميائية، ولكن يمكن الحد والتقليل من هذه الاحتمالية باستخدام نظام مناسب من المُسهلات (المُلينات). يجب ألا يمنعك الإمساك من تناول مسكنات الألم عند الحاجة.

  • يميل جفاف الفم إلى الاستمرار، ويمكنك أن تستخدم رقائق الثلج الصغيرة، وتناوُل رشفات من الماء والحلوى بهدف التقليل من حدته.

وعند استمرار هذه الآثار الجانبية أو كانت مصدر إزعاجٍ لديك، فتحدث مع طبيبك مباشرة. 


Ornate orange picture frame against white background

كُن حذراً:

١. لا تتناول أبداً العقاقير الأفيونية بأي كمية وشكل مُخالف للإرشادات الطبية والمُتفق عليها مع طبيبك.

٢. لا تتوقف أبداً عن تناول العقاقير الأفيونية المعتادة بشكل مفاجئ، فقد تشعر بأعراض انسحاب غير مريحة مثل: الغثيان والإسهال والقشعريرة. يجب تقليل العقاقير الأفيونية التي يتم تناولها بانتظام بشكل تدريجي وذلك بالاتفاق مع طبيبك.

٣. إذا لم تتناول العقاقير الأفيونية المعتادة الخاصة بك لمدة 3 أيام أو أكثر (لأي سببٍ كان)، فلا تقم بإعادة تناولها دون التحدث مع طبيبك، فقد تحتاج إلى تعديل الجرعة الدوائية من أجل سلامتك. 

٤. تأكد من توفر كمية مناسبة وكافية من العقاقير الأفيونية حتى موعدك الطبي القادم.

٥. يجب المتابعة مع طبيبك المختص بانتظام واخباره بأي تغير في النشاط أو مستوى الألم وكيفية الإستجابه.

٦. ناقش الفريق الطبي المُشرف على حالتك حول إذا ما كانت هناك مخاوف مُحتملة بشأن الآثار الجانبية للعقاقير الأفيونية

٧. ساهم في منع إساءة استخدام العقاقير الأفيونية من خلال عدم مشاركتها أو استخدامها لأي مريض آخر.

٨.  حافظ على العقاقير الأفيونية وجميع الأدوية بعيداً عن متناول الأطفال والأشخاص الذين يعانون من قصور في الإدراك حفاظاً على سلامة الجميع.

Empty rustic blue picture frame on white wall.

التدخلات العلاجية الأخرى لتسكين الآلام الجسدية:

ناقش الفريق الطبي المُشرف على حالتك حول إمكانية استخدام وسائل أخرى لتخفيف الألم لديك. قد تعمل بعض هذه الخيارات بشكل أفضل وقد يكون لها مخاطر وآثار جانبية أقل. 

 

غالباً ما يكون الجمع بين العقاقير الأفيونية وغيرها من الوسائل أكثر كفاءة من استخدام العقاقير الأفيونية لوحدها، وتشمل هذه الوسائل ما يلي:

 

١. يُمكن استخدام أنواع أخرى من مسكنات الألم مثل: الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب غير الإستيرويدية، أو حتى الأدوية التي تُستخدم لأهداف أخرى "كأدوية الصرع والاكتئاب" والتي وُجد أنها تساعد على تخفيف الألم وتحديداً الآلام العصبية.

٢. العلاج الطبيعي والتمارين الخفيفة مثل: المشي لمسافة قصيرة دون بذل مجهود.

٣. العلاج المعرفي السلوكي وهو نهج نفسي وسلوكي يهدف لتخفيف الألم، حيث يتعلم الأشخاص كيفية تعديل مسببات الألم والتوتر، وقد تكون هذه المسببات جسدية أو سلوكية أو نفسية.

٤.الاسترخاء وحضور جلسات التأمل وتمارين اليوغا إن أمكن.

٥. وضع كمادات دافئة أو باردة على موضع الألم وذلك حسب توصيات الطبيب.

٦. تدليك موضع الألم إن لزم الأمر وحسب التوصيات الطبية.