الحزن والفقد لدى البالغين والأطفال.
الحزن والفقد هما تجارب إنسانية شائعة تؤثر بشكل كبير على الأطفال والبالغين على حد سواء، ولكنهما يظهران بطرق مختلفة وفقًا للعمر، والخبرات الحياتية، والقدرة على التعبير عن المشاعر. يواجه الأشخاص هذه المشاعر بعد فقدان شخص عزيز، أو انتهاء علاقة هامة و فقدان الأمان. فهم كيفية التعامل مع الحزن أمر ضروري لدعم الأطفال والبالغين خلال هذه الفترات الصعبة.
الحزن والفقد لدى الأطفال:
كيف يظهر الحزن لدى الأطفال؟
- الأطفال لا يعبرون عن الحزن بالطريقة نفسها التي يعبر بها البالغون. قد يظهر حزنهم من خلال:
- التغيرات السلوكية: مثل الانسحاب أو العدوانية.
- اضطرابات النوم: صعوبة النوم أو الكوابيس.
- مشاكل في التركيز: تشتت الإنتباه في المدرسة أو أثناء اللعب.
- الشكاوى الجسدية: مثل آلام المعدة أو الصداع دون سبب طبي.
- اللعب التخيلي: الأطفال قد يعبرون عن مشاعرهم عبر اللعب أو الرسم.
فهم الأطفال للموت والفقد حسب العمر:
-
- لا يدركون مفهوم الموت بشكل كامل، ويعتقدون أنه شيء مؤقت.
- قد يسألون بشكل متكرر متى سيعود الشخص المفقود.
-
- يبدأون في فهم أن الموت دائم، لكنهم قد يشعرون بالذنب أو يعتقدون أنهم تسببوا في الفقد.
-
- لديهم فهم أكثر تعقيدًا للموت، لكنهم قد يكبتون مشاعرهم أو يظهرونها عبر الغضب أو العزلة.
كيفية دعم الأطفال في الحزن والفقد:
-
- استخدم لغة بسيطة تتناسب مع عمر الطفل، وتجنب العبارات الغامضة مثل "ذهب إلى مكان أفضل أو ذهب وسنلحق به في وقت ما"
-
- اسمح للطفل بطرح أسئلة وكن مستعدًا للإجابة بصبر وصدق.
-
- شجع الطفل على التعبير عن مشاعره من خلال الرسم، أو الكتابة، أو الحديث.
-
- يساعد الروتين على توفير شعور بالأمان والاستقرار.
-
- استخدام كتب موجهة للأطفال تساعدهم على فهم الحزن والموت.
طلب المساعدة المتخصصة:
- إذا استمر الحزن أو تفاقم إلى درجة تؤثر على حياة الطفل، استشر أخصائي نفسي متخصص في الأطفال.
الحزن والفقد لدى البالغين:
كيف يظهر الحزن لدى البالغين؟
- البالغون غالبًا ما يعبرون عن الحزن بشكل أكثر وضوحًا، لكنه يمكن أن يتنوع بين التعبير العاطفي الظاهر أو الكبت الداخلي. قد يظهر من خلال:
- مشاعر الحزن العميق: البكاء أو الشعور بالفراغ.
- اضطرابات النوم: الأرق أو النوم المفرط.
- التغيرات الجسدية: فقدان الشهية أو زيادتها، آلام جسدية.
- اضطرابات التفكير: صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات.
- مشاعر الذنب أو الغضب: خصوصًا عند فقدان شخص بسبب ظروف معينة مثل حادث مفاجئ.
مراحل الحزن لدى البالغين:
وفقًا لنموذج "كوبلر-روس"، قد يمر البالغون بمراحل متعددة من الحزن، وهي:
-
رفض وعدم قبول الفقد.
-
الشعور بالغضب تجاه النفس أو الآخرين.
-
محاولة البحث عن حلول لتغيير الواقع.
-
الدخول في حالة من الحزن العميق.
-
الوصول إلى مرحلة السلام الداخلي مع الفقد.
كيفية دعم البالغين في الحزن والفقد:
-
- استمع لهم دون إصدار أحكام أو محاولة تقليل مشاعرهم.
-
- شجعهم على الحديث عن الشخص المفقود أو كتابة مشاعرهم.
-
- أوضح لهم أن الحزن عملية طويلة وأن الشعور بالتحسن يستغرق وقتًا.
-
- شجعهم على المشاركة في نشاطات ترفيهية بسيطة مثل المشي أو الحديث لأشخاص قريبين منهم.
-
- الانضمام إلى مجموعات الدعم للأشخاص الذين يمرون بتجربة فقد مشابهة.
-
- إذا استمر الحزن لفترة طويلة وأثر على الحياة اليومية، فقد يكون من الضروري استشارة أخصائي نفسي.
متى يجب طلب المساعدة المتخصصة؟
-
- إذا ظهرت سلوكيات مقلقة مثل الإنطواء الشديد، أو العدوانية، أو عدم الاستجابة لإستراتجيات الإحتواء والطمأنينة.
-
- إذا استمر الحزن لفترة طويلة (أكثر من ٦ أشهر) ورافقه اكتئاب أو عدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
تذكر: الحزن والفقد هما جزء طبيعي من التجربة الإنسانية، ولكن يمكن تجاوزهما بدعم الأسرة والمجتمع، مع التركيز على تلبية احتياجات الشخص المتأثر سواء كان طفلًا أو بالغًا.