حين طلبت أن تمسك يدي
بقلم: د. ريـمه بنت أحمد السميري،طبيبة زمالة في طب الرعاية التلطيفية
تحرير: د. سلمان باهمام، أستاذ مساعد و استشاري طب الرعاية التلطيفية
المقدمة
لم أكن أعلم أن الرعاية التلطيفية ستُربّيني قبل أن أُمارسها.
ظننتُ أن دوري سيقتصر على تخفيف الألم الجسدي، ومتابعة الخطة العلاجية، وإبلاغ المريض بها…
لكنني اكتشفت نوعًا آخر من الألم: لا يُرى، ولا يُقاس، ولا يُكتب في الوصفة الطبية.
القصة
(تم تغيير اسم المريضة حفاظًا على الخصوصية، وسنُشير إليها بالاختصار: هـ.ع.)
خلال إحدى الجولات اليومية، تمّت استشارتنا لحالة جديدة.
امرأة في الأربعين من عمرها، تُدعى هـ.ع.، كانت تعاني من ألم شديد لا يستجيب للمسكنات، رغم أنها كانت مستقرة حتى اليوم السابق.
دخلت غرفتها كما أفعل مع الجميع: أطمئن، أفحص، أشرح ما أستطيع من الخطة العلاجية.
لكنها لم تنظر إليّ… كانت شاردة، مثقلة، وكأن روحها تائهة في مكانٍ بعيد.
حاولت تهدئتها بلطف. بدأت أقدّم دعمًا نفسيًا واجتماعيًا بسيطًا، فقط لما رأيته في عينيها.
وفجأة… مدت يدها نحوي، وبدأت تُحرّك أصابعها بتوتر واضح.
سألتها:
"هل يدك تؤلمك؟"
هزّت رأسها نفيًا، ثم همست بخجل:
"لا… بس… ودي أمسك يدك."
في تلك اللحظة… شعرت أن قلبي توقف.
أمسكت يدها بحنان، وجلست بجانبها.
تحدثت إليها كأخت، كامرأة، كإنسانة شعرت بكل ما لم تستطع قوله.
الخاتمة
حينها أدركت… لم تكن بحاجة إلى زيادة جرعة المسكنات.
كانت بحاجة إلى من يشعر بها، لا فقط من يُشخّص ألمها.
كانت تبحث عن وجود… عن يد تُمسك يدها.